بيل راسل أسطورة السود في "إن بي إيه" والمدافع الشرس عن المساواة

بيل راسل أسطورة السود في "إن بي إيه" والمدافع الشرس عن المساواة

تغلّب بيل راسل، أسطورة كرة السلة الذي كان حجر الزاوية في تحقيق بوسطن سلتيكس 11 لقباً في الدوري الأمريكي للمحترفين، على العنصرية، ليصبح أول نجم أسود البشرة في "إن بي إيه" وناشطاً في سبيل الحقوق المدنية والمساواة، بحسب وكالة "فرانس برس".

اختير راسل الذي توفي الأحد عن 88 عاماً، كأفضل لاعب في الدوري الأمريكي للمحترفين لخمس مرات، إضافة إلى فوزه بالميدالية الذهبية كقائد لمنتخب بلاده في الألعاب الأولمبية التي أقيمت عام 1956 في ملبورن، وأحدث ثورة في اللعب الدفاعي في الدوري، ناقلاً تقنيتي المتابعات والصدات إلى مستويات ملحمية جديدة.

واشتهر راسل، صاحب الطول الفارع (2.08 م)، بإمكاناته الدفاعية، حصد 8 ألقاب متتالية في الدوري الأمريكي للمحترفين من 1959 حتى عام 1966. 

وبصفته لاعباً ومدرباً في مواسمه الثلاثة الأخيرة، كان أوّل أمريكي من البشرة السوداء يُشرف على أحد الفرق في أمريكا الشمالية، وأول من فاز بلقب عام 1968 وعام 1969 في موسمه الأخير.

كان راسل أول لاعب أسود يخلّد اسمه في قاعة مشاهير كرة السلة (هول أوف فايم) في عام 1975، ونال وسام الحرية الرئاسي، وهو أعلى وسام مدني في الولايات المتحدة من الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما عام 2011، لإنجازاته في مجال الحقوق المدنية وكرة السلة.

وُلد وليام فيلتون راسل في 12 فبراير 1934 في مونرو بولاية لويزيانا، لكن عائلته انتقلت إلى أوكلاند بكاليفورنيا عندما كان في الثامنة من عمره.

توفيت والدته عندما كان في الثانية عشرة، ولم ترَ بيل يفوز بلقبين من الألقاب الإعدادية للولاية، ولقبين جامعيين في سان فرانسيسكو، بعدما تجاهلته كليات عدة لأنه كان أسود البشرة.

كان فريق جامعة سان فرانسيسكو أول فريق جامعي كبير يبدأ بثلاثة لاعبين سود كأساسيين، واضطر الفريق للتعامل مع العنصرية في المباريات ورفض الفنادق قبول الضيوف السود، ما دفعه إلى البقاء في غرف الكلية الشاغرة.

قال راسل "لم أسمح لنفسي قط بأن أكون ضحية".

تم تجاهل تكريم راسل كأفضل لاعب إقليمي بعد التتويج باللقب الأمريكي عام 1955، فحوّل تركيزه إلى إنجازات الفريق على حساب إنجازاته الشخصية.

قال راسل إن "ذلك جعلني أعرف أنني إذا قبلت لأن يكون هؤلاء القضاة النهائيين في مسيرتي، فسوف أموت عجوزاً بائساً".

آخّر راسل أول ظهور له في الدوري الأمريكي للمحترفين للعب في أولمبياد 1956، حيث قاد فريقاً أمريكياً قوياً بمعدل تسجيل 14.1 نقطة في المباراة، ثم تلألأ مع سلتيكس كأفضل ملتقط مع 19.6 متابعة في المباراة في موسم 56-57.

في عام 1958، فاز راسل بأول جائزة أفضل لاعب في الدوري الأمريكي للمحترفين، لكن مسيرته أعيقت بسبب إصابة في القدم في نهائيات الدوري وخسر فريق سلتيكس، لكنها لم تكن إلا كبوة لجواد بدأ في الموسم التالي مشوار 8 ألقاب متتالية.

وجد راسل نفسه مع زملائه السود في الفريق، غير قادرين غالباً على تلقي الخدمات أو الإقامة في الفنادق، أثناء مباريات استعراضية في بعض مناطق الولايات المتحدة في الستينيات.

كان يتجاهل طالبي التوقيعات ورفض الاعتراف بالهتافات لسنوات، بعدما عانى من حوادث مماثلة.

تقاعد مدرب سلتيكس ريد أورباخ في عام 1966، وعُيّن راسل مدرباً مواصلاً مشواره كلاعب في الوقت نفسه، قائلاً "لم تُعرض الوظيفة عليّ لأنني زنجي، لقد عُرضت عليّ لأن ريد اكتشف أنه يمكنني القيام بها".

اغتيل الناشط السياسي المطالب بإنهاء التمييز العنصري ضد السود مارتن لوثر كينغ جونيور عشية نهائيات المنطقة الشرقية في عام 1968 بين بوسطن وفيلادلفيا، وكانت هناك دعوات لإلغاء سلسلة المباريات مع صدمة اللاعبين في كلا الناديين.

لكن المباريات استمرت، وأصبح فريق سلتيكس أول فريق يتعافى من تأخر 3-1 في سلسلة الـ"بلاي أوف" أمام فيلادلفيا، ليتقدم إلى نهائي الدوري ويهزم لوس أنجلوس ليكرز 4-2 ظافراً باللقب.

وفاز سلتيكس على لوس أنجلوس مرة أخرى في نهائي عام 1969 وأنهى راسل مسيرته، قبل أن يحيل سلتيكس قميصه رقم 6 إلى التقاعد في عام 1972.

بالنسبة إلى مسيرته كلاعب، سجّل راسل متوسط 15.1 نقطة و22.5 متابعة في المباراة على مدى 13 موسماً، مع 11 لقباً في تلك الفترة، بما في ذلك رقم قياسي في الأدوار الإقصائية بمعدل 24.9 متابعة في المباراة الواحدة.

قضى راسل بعد ذلك فترتين قصيرتين أخريين كمدرب في الدوري الأمريكي للمحترفين، حيث قاد سياتل سوبرسونيكس من 1973 إلى 1977 وفاز معه بـ162 مباراة في مقابل 166 خسارة، وانتقل إلى ساكرامنتو في موسم 1987-1988 قبل إنهاء خدماته بعد النتائج السيئة (17 فوزاً مقابل 41 خسارة).

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية